نقرأ في خبر نشر على صفحات جريدة " teller report" بتاريخ 18 يوليو 2021 تحت عنوان "الجزائر تستدعي سفيرها بالرباط للتشاور"، و الخبر مفاده أن وزارة الخارجية الجزائرية أعلنت استدعاء سفيرها بالرباط للتشاور بعد أن طلبت الجزائر إيضاحات بخصوص تصريحات عمر هلال سفير المغرب لدى الأمم المتحدة ، حيث طلبت الجزائر توضيحات من الرباط بشأن موقفها من دعم "منطقة القبايل".
بدأت الأزمة الدبلوماسية بين المغرب و النظام الجزائري خلال أعمال اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد "عن بعد" يومي 13 و 14 يوليو ، حيث أثار وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قضية الصحراء المغربية التي لم تكن أصلا مبرمجة في جدول أعمال الإجتماع، حيث جاء رد السفير المغربي لدى الأمم المتحدة عمر هلال في مذكرة وزعت على أعضاء منظمة دول عدم الانحياز ، منددًا من خلالها بإثارة قضية الصحراء المغربية في الاجتماع ، حيث تحدث عمر هلال عن الحق في تقرير المصير لشعب القبايل، الذي اعتبرته السلطات الجزائرية دعمًا لحركة مقرها باريس وتطالب بالاستقلال عن الجزائر.
مذكرة عمر هلال أغضبت النظام الجزائري، الذي تجاهل أنه منذ 1975 ، و هو يدعم جبهة البوليساريو الانفصالية اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا و عسكريا.
النظام الجزائري الذي استدعى سفيره في الرباط للتشاور، تجاهل كذلك دخول المدعو إبراهيم غالي زعيم الانفصاليين إلى الأراضي الإسبانية في شهر أبريل بجواز سفر وهوية مزورين على متن طائرة تابعة لرئاسة الجزائر، التي هبطت في قاعدة سرقسطة الجوية، حيث تم نقله في سيارة إسعاف إلى المستشفى.
النظام الجزائري الذي يؤيد جبهة البوليساريو الانفصالية منذ ما يزيد عن خمسة و أربعين عاما تجاهل خروج المدعو إبراهيم غالي زعيم الانفصاليين من الأراضي الإسبانية بنفس الطريقة التي تم إدخاله إليها، و إستقباله من طرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون و رئيس أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة في أجواء إحتفالية استفزازا للمغرب في وحدته الترابية.
النظام الجزائري الداعم لجبهة البوليساريو الانفصالية تجاهل أيضا ما قام به ممثل الجزائر عبد الكريم قريشي الذي وقف إلى جانب إسبانيا في البرلمان العربي بخصوص تحفظه على قرار البرلمان العربي الداعم و الرافض لإدانة البرلمان الأوروبي للمغرب في قضية الهجرة، ألم ينتبه النظام الجزائري إلى هذا الموقف المثير الذي يصطف مع دولة أوروبية على حساب البلد العربي الجار المغرب؟
النظام الجزائري الذي استدعى سفيره في الرباط للتشاور، ألم يخطر على باله أنه كان و لازال يساند جبهة البوليساريو الانفصالية، و أنه بدون شك و لا ارتياب، طرف رئيسي ومباشر في النزاع المفتعل في قضية الصحراء المغربية.
و السؤال الذي يطرح نفسه اليوم و أكثر من أي وقت مضى، لماذا لا يستدعي النظام الجزائري سفيره في فرنسا للتشاور بشأن الإعلان عن حركة القبايل سنة 2010 في باريس، التي تشكل حكومة قبايلية مؤقتة لإنهاء الإستعمار و هيمنة الحكومة الجزائرية على المنطقة ؟