قضية الصحراء المغربية قد حسمت  بقلم مصطفى توفيق




في حوار مع قناة الجزيرة، أجرى المذيع و الإعلامي الجزائري عبد القادر عياض مقابلة مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون التي نشرت على قناة اليوتيوب بتاريخ 8 يونيو 2021 و الذي تناول من خلالهاعدداً من القضايا والملفات وعلى رأسها الحراك، والقضية الفلسطينية والصحراء المغربية، والأوضاع في ليبيا، ودول الساحل، و فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، قال الرئيس الجزائري: “موقفنا ثابت ولم يتغير من الصحراء الغربية ولا نقبل بالأمر الواقع مهما كانت الظروف”، و قال بالحرف الواحد: "لا مشكلة لدينا مع المغرب وقضية الصحراء يجب أن تبقى في أروقة الأمم المتحدة" وفي الدقيقة 30:20  قال الرئيس الجزائري بشأن القضية الليبية  "السمع والطاعة للأمم المتحدة... نطبق ما تقرره الأمم المتحدة"، و بناء على أقواله يمكن القول أن الرئيس الجزائري قد وافق على مبادرة الحكم الذاتي و اعترف بالصحراء المغربية ، لأن قرار مجلس الأمن 2548 جدد مرة أخرى التأكيد على سمو مبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، فعندما أصر عبد المجيد تبون أمام العالم في حواره مع قناة الجزيرة على تطبيق ما تقرره الأمم المتحدة و السمع و الطاعة للأمم المتحدة ، فأعتقد أنه على دراية بما جاء في قرار مجلس الأمن 2548، ( السمع والطاعة للقرار رقم 2548، الذي صادق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة).


إن قضية الصحراء المغربية قد حسمت منذ 1975، فعندما أعلن المغفور له ملك المغرب الحسن الثاني عن الحدث التاريخي ، "المسيرة الخضراء" في 16 أكتوبر 1975 ، في نفس اليوم ، أصدرت محكمة العدل الدولية جوابا على الأسئلة التي وضعتها الجمعية العامة بشأن أرض الصحراء، هل كانت خلاء؟ وإذا كان الأمر غير ذلك، ما نوع الروابط التي كانت قائمة بين أهل الصحراء والمملكة المغربية؟ وكان جواب المحكمة أن أرض الصحراء لم تكن خلاء في العام 1884، وأن روابط كانت قائمة بين القبائل الصحراوية وسلاطين المغرب، وأن المغرب كان الدولة الوحيدة ذات كيان مؤسساتي في المنطقة، و بناء على ذلك أعلن الملك الحسن الثاني، عن تنظيم مسيرة خضراء سلمية لاستعادة المناطق الصحراوية في الجنوب وإنهاء الاستعمار الإسباني، مما يعني أن قضية الصحراء المغربية قد تمت تسويتها وإعادة إسترجاعها بشكل سلمي وشرعي و قانوني، وبعد أن أكد أن الصحراء تاريخيا أرض مغربية وجزء لا يتجزأ من التراب المغربي ، وهو ما تدل عليه أواصر الولاء بين سلاطين المغرب والقبائل الصحراوية ، اعتبر في هذا الصدد أن الصحراء مسألة مقدسة بالنسبة للمغاربة الذين لن يضيعوا حبة رمل واحدة من صحرائهم، واعتبر أن للمغرب الحق والشرعية ، وفي رغبته في الإغلاق النهائي لهذا الملف الذي استمر أكثر من أربعة عقود، حيث قدم مقترح " الحكم الذاتي" لحل واقعي وقابل للتطبيق ، بل هو الحل الوحيد القادر لوضع حد للنزاع المفتعل، مما يفتح آفاق مستقبل البلدان المغاربية.


و منذ ذلك الحين و النظام الجزائري يتآمر على وحدتنا الترابية، خصوصا بعدما تم تأسيس جبهة البوليساريو الانفصالية في 10 مايو 1973، التي لقيت دعما من نظام العقيد معمر القذافي الزعيم الليبي السابق، واحتضانا من الجزائر التي سمحت لها بإقامة مخيمات في ولاية تندوف جنوبا، و منذ ذلك الحين أيضا و النظام الجزائري يدعم جبهة البوليساريو الانفصالية عسكريا و اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا، و يجند وسائل إعلامه الرسمية في عداء المغرب لكي يحقق حلما مستحيلا للاطلالة على المحيط الاطلنتي.  


إن قرار مجلس الأمن 2548 جدد مرة أخرى التأكيد على سمو مبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ما يعني أن قضية الصحراء المغربية قد حسمت للمرة الثانية، و هذا ما أكده السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال خلال ندوة لجنة ل 24 بالكاريبي، أنه "بالنسبة للمغرب ، فإن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية تم حسمه بشكل نهائي"، فقد تمت تصفية الاستعمار في الصحراء المغربية كليا، فالصحراء المغربية عادت بشكل نهائي إلى المغرب، و تم استرجاعها بفضل القانون الدولي، وبفضل المفاوضات، و بفضل اتفاقية مدريد، التي أخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة علما بها في قرارها الصادر في دجنبر 1975.


45 عاما من النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، و النتيجة أن التاريخ لا يمكنه ان يغير الجغرافيا ما دام المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها.