بعد تعرضه للإذلال الدبلوماسي بإلغاء القمة العربية التي كان من المقرر عقدها في مارس بالجزائر العاصمة ، توجه عبد المجيد تبون يوم الثلاثاء إلى القاهرة سعيا للحصول على نفوذ مصر لحشد الدعم العربي لمكان انعقاد القمة.
اهتزت غطرسة المجلس العسكري الجزائري ، الحكام الفعليين ، حتى النخاع بقرار الجامعة العربية بتعليق الاجتماع رفيع المستوى دون تحديد موعد جديد له.
وأثار ذلك شبح انسحاب القمة العربية من الجزائر حيث من المنتظر أن يناقش الاجتماع القادم لوزراء الخارجية العرب موعدا جديدا للقمة في القاهرة في 9 مارس وليس في البلد المضيف كما جرت العادة.
وتأتي زيارة الرئيس الجزائري للقاهرة بعد أيام قليلة من فشل الدبلوماسية المكوكية التي قام بها وزير خارجيته رمطان لعمامرة في منطقة الشرق الأوسط والخليج.
وزار العمامرة عدة دول عربية من بينها السعودية ومصر والإمارات وقطر للحصول على الدعم وضمان مشاركة رؤساء الدول في قمة الجزائر, لكن الجولة الإقليمية المعلنة انتهت بالفشل.
أكد قادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والكويت وقطر والبحرين ، خلال قمتهم الأخيرة ، دعمهم القوي للمغرب ووحدة أراضيه ، مؤكدين أهمية "الشراكة الاستراتيجية الخاصة" بين البلدين دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب.
وجه الموقف الداعم الذي عبّر عنه مجلس التعاون الخليجي وعدة دول عربية أخرى للمغرب ضربة قاسية للنظام الجزائري الذي كان ينوي استغلال القمة لخدمة أجندته الانفصالية وتقويض وحدة أراضي المغرب من خلال محاولة كسب الدعم العربي لميليشيا البوليساريو المسلحة.
علاوة على ذلك ، فتحت الإمارات والبحرين قنصليتين في مدينة العيون المغربية ، لتأكيد اعترافهما بسيادة المغرب على صحرائه بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
إلى جانب مصر ، قامت الإمارات والبحرين أيضًا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل دون إثارة رد فعل عدائي من النظام الجزائري الذي قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ، وأغلق مجاله الجوي أمام الطائرات المغربية ، وأغلق خط أنابيب الغاز الذي يمر بدولة مجاورة.
لقد ابتعدت جميع الدول العربية عن النظام الجزائري ، رافضة أجندتها الخلافية ، واستراتيجيتها المتشددة ، وزادت النفط على النار ، وخلق المزيد من الاحتكاكات والتوترات في المنطقة.
لا يمكن للنظام الجزائري أن يلعب دور الاندماج وأن يكون موحِّد الصفوف والقضايا العربية ، بينما قطع كل العلاقات مع دولة عربية أخرى يلقي باللوم فيه زوراً على كل إخفاقاته في صرف انتباه الرأي العام المحلي عن الضجة الشعبية المتزايدة والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية المشروعة
المصدر: دو نورد افريكا بوست
########
أكتب معنا