مداخلة الدكتورة خلود السباعي
في الثاني من أبريل من كل عام، يخصص العالم لحظة لتسليط الضوء على اليوم العالمي للتوحد، وهو يوم مخصص لرفع مستوى الوعي حول التوحد وتشجيع المجتمع على فهم ودعم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة.
التوحد، أو اضطراب طيف التوحد، هو حالة تطورية تؤثر على التفاعل الاجتماعي والتواصل والسلوك. يتميز المصابون بالتوحد بتنوع أساليب التفاعل السلوكي والاجتماعي، مما يجعلهم يظهرون تفاعلات واهتمامات مختلفة عن غيرهم.
مع زيادة الوعي والفهم لاضطراب طيف التوحد، تزداد أيضا فرص دعم وتمكين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة. يسعى اليوم العالمي للتوحد إلى تشجيع المجتمع على قبول التنوع وفهم أن كل فرد فريد بطريقته الخاصة.
إن التحديات التي يواجهها الأشخاص المصابون بالتوحد متنوعة ومتعددة الأوجه، بدءا من الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية المناسبة والمشاركة الاجتماعية والوصول إلى فرص العمل. ومع ذلك، يمكن تحقيق تقدم كبير من خلال الوعي والفهم.
من المهم أن نتذكر أن الأشخاص المصابين بالتوحد لديهم قدرات ومواهب فريدة يمكن أن تساهم في إثراء المجتمع إذا تم توفير الدعم المناسب لهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن فهم الأشخاص المصابين بالتوحد والتعاطف معهم يمكن أن يعزز الروابط الاجتماعية ويعزز التنوع في المجتمع.
في اليوم العالمي للتوحد، دعونا نتحد كمجتمع لرفع مستوى الوعي والتعبير عن التضامن مع الأشخاص المصابين بالتوحد وأسرهم. دعونا نعمل معا لخلق بيئة شاملة وداعمة تمكنهم من تحقيق إمكاناتهم الكاملة والمساهمة بشكل كامل في مجتمعنا.
دعونا نكون جزءا من حملة التوعية، ونتشارك الفهم والمعرفة لتحقيق مجتمع أكثر شمولا وتقبلا للتنوع.
و بهذه المناسبة، أُقيمت ندوة وطنية تتعلق بموضوع اضطراب طيف التوحد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، وذلك في مدرج الإمام مالك بتاريخ 25 أبريل 2024. شارك في الندوة الدكتور الحسين باعدي، رئيس شعبة علم النفس بالكلية، والدكتورة خلود السباعي، منسقة ماستر سيكوسوسيولوجية الإعاقة، وعبد الصمد بانة، طالب باحث في سلك الدكتوراه، وهو أخصائي نفسي وإطار في مؤسسة التعاون الوطني. كما شارك في الندوة الدكتور عبد العزيز عليوي، أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، والدكتور محمد بلاج، المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، والدكتورة حكيمة حجار، أستاذة علم النفس بالكلية، والاستاذة مونية اللبار من جمعية 'بغيت ندمج ولدي'، والدكتورة إيمان أوخير، طبيبة نفسية للأطفال والمراهقين، وأمال حباشة، باحثة في سلك الماستر. قام بتغطية الحدث رئيس منظمة الاتحاد الدولي للصحافة والإعلام والاتصال، وطالب باحث في علم النفس مصطفى توفيق.
