مداخلة الدكتور عبد العزيز عليوي
عندما نتحدث عن اضطراب طيف التوحد (ASD)، فإننا ندخل إلى عالم معقد يتطلب فهما عميقا لتجارب الأفراد المتأثرين بهذا الاضطراب. ويعتبر علم النفس الإكلينيكي أحد الأدوات الرئيسية التي تساعد على توضيح وفهم طبيعة هذا الاضطراب وتقديم الدعم المناسب للأفراد المتأثرين به.
أولا، نحتاج إلى فهم أساسيات طيف التوحد وتركيبته المتنوعة. يُظهر الأفراد المصابون باضطراب طيف التوحد تنوعا كبيرا في السلوك والتفاعل الاجتماعي والتواصل. ويمثل هذا التنوع تحديا لتشخيص الاضطراب وتقديم الدعم اللازم.
يتمثل دور علم النفس السريري في فهم الطرق التي يمكن من خلالها تحديد احتياجات واتجاهات الأفراد في طيف التوحد. ويتضمن ذلك استخدام أدوات التقييم المتخصصة التي تساعد في تحديد كيفية تأثير الاضطراب على حياة الشخص ومهاراته المختلفة.
أحد الجوانب المهمة لعلم النفس السريري في مجال طيف التوحد هو توفير العلاج السلوكي المعرفي والتدخل المناسب لتحسين نوعية حياة الأفراد المصابين بهذا الاضطراب. ويشمل ذلك تدريب الأفراد على مهارات التواصل الاجتماعي والتكيف مع البيئة المحيطة.
وبشكل عام يساهم علم النفس الإكلينيكي في تسليط الضوء على طيف التوحد وتقديم الدعم اللازم للأفراد المصابين بهذا الاضطراب. ويعمل العلماء والمتخصصون في هذا المجال على تطوير أساليب جديدة للتقييم والتدخل تساعد في تحسين نوعية الحياة لهؤلاء الأفراد وتشجيع التفاهم والقبول في المجتمع.
التدخل المبكر ضروري ومفيد للأفراد المصابين بالتوحد. يساعد إجراء التدخل في وقت مبكر من الحياة على تحسين النتائج على المدى الطويل ويساهم في تقليل التأثير السلبي للاضطراب على التطور الاجتماعي والعاطفي واللغوي والسلوكي للفرد.
وتشمل استراتيجيات التدخل المبكر تدريب أولياء الأمور والمربيين على كيفية التعامل مع احتياجات الطفل المصاب بطيف التوحد، وتوفير بيئة داعمة ومحفزة لتنمية المهارات الحياتية الأساسية مثل التواصل والتفاعل الاجتماعي والتكيف مع التغييرات.
بالإضافة إلى ذلك، يشمل التدخل المبكر توجيه الأسرة وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لها لمساعدتها في التعامل مع التحديات التي قد تواجهها في رعاية طفلها المصاب بالاضطراب.
وبشكل عام تثبت الأبحاث العلمية أن التدخل المبكر يساهم في تحسين نتائج العلاج وتنمية القدرات الفردية لدى أطفال طيف التوحد، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين نوعية حياتهم وزيادة فرص نجاحهم في المدرسة والمجتمع.
و بصدد الحديث عن اضطراب طيف التوحد، سلط الدكتور عبد العزيز عليوي استاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس الضوء على اضطراب طيف التوحد في مداخلته في الندوة الوطنية للتوحد، التي أقيمت بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالمحمدية بتاريخ 25 ابريل 2024 بالمدرج الجامعي الإمام مالك تحت عنوان "التدخل المبكر في مجال التوحد...تحديات و رهانات.
إن مداخلة الدكتور عليوي كانت مثمرة وذات أهمية كبيرة، وقد أضفت قيمة كبيرة للمناقشة حول اضطراب طيف التوحد.