مرآة الطفولة: فهم الذات والآخر من خلال الطفل الداخلي بقلم مصطفى توفيق طالب باحث في علم النفس


 


لقطة من الحضور الكريم



الطفل الداخلي هو مصطلح يشير إلى الجزء الداخلي في كل منا، والذي يحتفظ بالذكريات والتجارب والمشاعر منذ الطفولة. يعد هذا الجانب الداخلي جزءا مهما جدا من شخصيتنا ويؤثر بشكل كبير على سلوكنا وتفكيرنا في الحياة اليومية. يمكن القول أن الطفل الداخلي هو مرآة لفهم الذات والآخرين، فهو يعكس تجارب الطفولة وعواطفها واحتياجاتها التي ربما تركت أثرا عميقا على حياتنا الحالية.


وتكمن أهمية فهم الطفل الداخلي في أنه يساعدنا على فهم سلوكنا وتفاعلاتنا مع العالم من حولنا. عندما ندرك المشاعر والاحتياجات التي شعرنا بها في طفولتنا، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل تصرفاتنا وردود أفعالنا الحالية. على سبيل المثال، قد يكون الشخص الذي يعاني من نقص الثقة بالنفس قد اكتسب ذلك من تجارب الطفولة السلبية، مما يؤثر على طريقة تفكيره وتصرفاته في الوقت الحاضر.


بالإضافة إلى ذلك، فإن فهم الطفل الداخلي يمكن أن يكون مفتاحا لفهم العلاقات الإنسانية بشكل عام، لأنه يساعدنا على التعرف على احتياجات الآخرين وفهم تصرفاتهم. على سبيل المثال، قد يساعدك فهم أن شخصا آخر يتصرف بطريقة معينة بسبب تجارب سلبية في طفولته على التعاطف معه وفهم كيفية الدفاع عنه.


وفي الختام، يوضح الطفل الداخلي أن الطفولة ليست مجرد فترة في حياتنا ولكنها تجربة تترك أثرا عميقا على شخصيتنا وسلوكنا في المستقبل. إذا تعلمنا كيفية الاستجابة لهذا الجانب الداخلي وكيفية فهمه في أنفسنا وفي الآخرين، يمكننا تحقيق فهم أعمق ومزيد من التسامح والتعاطف في علاقاتنا وحياتنا اليومية.



وبهذه المناسبة، ينظم نادي الخطابة والتواصل لقاء تواصليا حول موضوع الطفل: الطفل الداخلي كمرآة لفهم الذات والآخر، من تأطير الاخصائية النفسية والمعالجة بالفن ذة/ أميمة امشراف وذة/ إلهام المجدوبي.


تنسيق: خولة واعرى، خالد الخطروني، عبد الله الواقفي. وذلك، يوم الخميس 4 أبريل 2024، في الساعة العاشرة صباحًا بالقاعة الزجاجية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية.