اشكالية مفهومي السوي والمرضي في علم النفس الإكلينيكي من منظور علم النفس الاجتماعي بقلم مصطفى توفيق طالب باحث في علم النفس

 11

ماي 

2024 





في علم النفس السريري، تتشابك مفاهيم الطبيعي والمرضي بشكل معقد، مما يثير تحديات في فهم الطبيعة البشرية والسلوك. ويعد علم النفس الاجتماعي مجال مهم لفهم هذه المشكلة، حيث يركز على تأثير العوامل الاجتماعية والثقافية على الفرد وسلوكه

ويشير مفهوم الحياة الطبيعية إلى النمط الطبيعي للوظائف النفسية والسلوكية للفرد الذي يتمتع بالتوازن النفسي والاندماج الاجتماعي مع المجتمع. ومع ذلك، فإن التحدي يكمن في تحديد ما يعتبر "طبيعيًا" في سياقات متعددة ومتنوعة، حيث تختلف التوقعات الاجتماعية والثقافية من مجتمع إلى آخر


من ناحية أخرى، يتناول مفهوم المرضي الحالات التي تنحرف عن السوي، وتتسم بانعدام التوازن النفسي والاضطرابات السلوكية، التي قد تؤثر سلبا على حياة الفرد وتفاعله مع المجتمع. ومع ذلك، يجدر بنا أن ندرك أن التصنيفات السريرية للاضطرابات النفسية قد تختلف أيضا بناء على السياق الاجتماعي والثقافي


من منظور علم النفس الاجتماعي، يعتبر فهم السياق الاجتماعي والثقافي ضروريا لفهم الفرق بين السوي والمرضي. فالعوامل الاجتماعية مثل الضغوط الاجتماعية، والتوقعات الثقافية، والتمييز الاجتماعي، يمكن أن تلعب دورا كبيرا في تشكيل صورة السوي والمرضي في المجتمع


على سبيل المثال، قد يتم تصنيف سلوك معين على أنه مرضي في بعض الثقافات، بينما يعتبر طبيعيا في ثقافات أخرى. ولذلك فإن الفهم الشامل لهذه المشكلة يتطلب تحليلا عميقا للعوامل الاجتماعية والثقافية التي تؤثر في تكوين المفاهيم الطبيعية والمرضية

باختصار، إن فهم العلاقة بين الطبيعي و المرضي في علم النفس السريري من منظور علم النفس الاجتماعي يتطلب النظر إلى التفاعل المعقد بين العوامل الفردية والاجتماعية والثقافية. ومن خلال هذا النهج الشامل، يمكننا المساهمة في تطوير استراتيجيات تشخيصية وعلاجية أفضل، تعكس تنوع البشر وتعقيدات سياقاتهم الاجتماعية

و بهذه المناسبة، سيلقي استاذنا الفاضل الدكتور ميلود السعيدي، استاذ باحث في علم النفس، جامعة الحسن الثاني، كلية الآداب و العلوم الانسانية بالمحمدية، محاضرة عامة مفتوحة تحت عنوان إشكالية مفهومي السوي والمرضي في علم النفس الإكلينيكي من منظور علم النفس الاجتماعي

السبت 11 ماي 2024 على الساعة الثانية زوالا الخزانة البلدية بالحي المحمدي، الدار البيضاء 

كونوا في الموعد