علم النفس الاجتماعي بين الإطارات المرجعية النظرية والمجالات التطبيقية بقلم مصطفى توفيق طالب باحث في علم النفس

 




علم النفس الاجتماعي هو مجال نابض بالحياة يستكشف كيف تؤثر الأفكار والمشاعر والسلوكيات البشرية على العلاقات والتفاعلات بين الأفراد في سياقات اجتماعية متنوعة. يهدف هذا المجال إلى فهم الديناميكيات النفسية التي تشكل السلوك الاجتماعي، وشرح كيفية تأثر الأفراد بالفئات والمواقف الاجتماعية المختلفة. يجمع علم النفس الاجتماعي بين النظريات الأساسية والتطبيقات العملية لتقديم رؤى عميقة ومفيدة للتفاعلات البشرية



النظريات هي أساس علم النفس الاجتماعي، وتوفر الإطار المفاهيمي لفهم السلوك الاجتماعي. ومن أبرز النظريات 


نظرية التبادل الاجتماعي التي تفترض أن العلاقات الاجتماعية تتكون من سلسلة من التبادلات التي يسعى الأفراد من خلالها إلى تحقيق مكاسب وتقليل التكاليف. تركز هذهالنظرية على كيفية اتخاذ الأفراد للقرارات بناء على التوازن بين المكافآت والتكاليف


نظرية التعلم الاجتماعي التي تؤكد على أن السلوك الاجتماعي يكتسب من خلال ملاحظة الآخرين و تقليدهم، ويتضمن عمليات نفسية مثل التعزيز والنمذجة. وتبين هذه النظرية أهمية القدوة والتقليد في تشكيل السلوك


تهتم نظرية الهوية الاجتماعية بكيفية تعريف الأفراد لأنفسهم بناء على انتماءاتهم الجماعية. تشرح هذه النظرية كيف يمكن للهوية الجماعية أن تؤثر على السلوك والتفكير، وتعزز التمييز بين "نحن" و"هم


لدى علم النفس الاجتماعي أيضا تطبيقات عملية واسعة تمتد عبر مجالات متعددة 


التسويق والإعلان الذي يستخدم مبادئ علم النفس الاجتماعي لفهم وتحليل سلوك المستهلك، وتطبيق تقنيات مثل التأثير الاجتماعي والإقناع لتعزيز فعالية الحملات الإعلانية وزيادة المبيعات


السياسة والعلاقات الدولية التي من خلالها تتوصل دراسات علم النفس الاجتماعي إلى فهم كيفية تشكيل الرأي العام، وتوجيه السلوك الانتخابي، وكيفية التعامل مع الصراعات الدولية. يتم استخدام هذه المعرفة لتطوير استراتيجيات الاتصال والتفاوض السياسي


الصحة النفسية، ومن خلالها يتم تطوير برامج التدخل التي تعزز السلوكيات الصحية وتدعم الصحة النفسية. على سبيل المثال، يتم استخدام حملات التوعية التي تعتمد على التأثير الاجتماعي لتشجيع الأفراد على تبني العادات الصحية


التعليم الذي تستخدم فيه مفاهيم علم النفس الاجتماعي لفهم ديناميكيات الفصول الدراسية وتحسين التفاعلات بين الطلاب و الاساتذة. يمكن أن تساعد تقنيات التعلم التعاوني والقيادة الفعالة في خلق بيئة تعليمية إيجابية


وفي الختام، يمثل علم النفس الاجتماعي مجالا شاملا يجمع بين الأسس النظرية والتطبيقات العملية المتنوعة. إن فهم كيفية تأثير العوامل الاجتماعية على السلوك الفردي يسمح للباحثين والممارسين بتحسين نوعية الحياة وتعزيز الرفاهية الاجتماعية. من خلال تحليل العلاقات والتفاعلات الاجتماعية، يمكن لعلم النفس الاجتماعي تقديم حلول فعالة لمجموعة من التحديات في مختلف المجالات


و بهذه المناسبة، ينظم تكوين الماستر و الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي للنمو و التنظيمات يوما دراسيا حول موضوع علم النفس الاجتماعي بين الإطارات المرجعية النظرية و المجالات التطبيقية بمشاركة نخبة من الأستاذة الجامعيين و من بينهم د/حميد بودار  و  دة/ يسرى التازي و دة/ ليلى بن جلون  و دة/ منى الباكوري و د/ أحمد البوعزاوي و د/ رشيد بكاج و د/جمال فزة و د/عبد الغني منديب


مدرج الشريف الإدريسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط (باب الرواح


الخميس 6 يونيو 2024 ، ابتداء من الساعة 9 صباحا