نشرت جريدة أنفاس بريس في تاريخ 27 ديسمبر 2022 في إحدى صفحاتها ما جاء على لسان الأستاذ محمد الدرويش تحت عنوان "محمد الدرويش: بأسف وألم...هل هذا هو التعليم العالي!؟"
أتابع بألم وأسف ما ينشر بشكل اضحى شبه يومي من أخبار تضرب في العمق الرسالة النبيلة لمنظومة التربية و التكوين عموما و التعليم العالي و البحث العلمي خصوصًا و أسرة التربية و التكوين على وجه أخص ، من أخبار ممارسات شاذة حتى صرنا امام جهات مختصة في محاولة ضرب التعليم العالي ، فمن خبر التزوير الى خبر المال أو الجنس مقابل التوظيف الى التلاعب في المحاضر و غيرها من الممارسات التي تسيء بالطبع الى الاسرة التعليمية بل و تسيء الى المغرب دوليًا ، و هكذا أضحت ملفات التعليم العالي مفتوحة عند مكاتب الشرطة القضائية و لجان التفتيش سواء منها التابع للقطاع الوصي او المجلس الاعلى للحسابات او المالية ، و لم تسلم من هاته الاخبار و لا جامعة واحدة ، فمن يسعى الى تلطيخ صورة التعليم العالي المغربي و لصالح من و من المستفيد ؟؟؟؟!!!!!
وهل في ظل التوتر المعيش والاوضاع الهشة في كل المستويات سنؤمن بالشعارات المرفوعة هنا وهناك ؟! وهل بالصراعات الظاهرة أو الخفية سنطور منظومة التعليم العالي والبحث العلمي !؟ وهل يعي المسؤولون محليا وجهوياً ووطنيًا بخطورة الأوضاع ؟!
ولماذا يستمر التوتر في مجموعة من مؤسسات التعليم العالي ومنها ما ظلت تحمل مشعل المدارس العليا في الوطن لسنوات، ؟! ضياع في ضياع !!!هدر للطاقات البشرية والمالية والزمن التربوي للطلاب والأساتذة والموظفين ؟!
أغلب المسؤولين ضاعت بصيرتهم وصاروا يغادرون منازلهم وهم يتخذون كل الاحتياطات من اجل تفادي ضربة من هنا او هناك ومنهم من يغادر منزله وهو يخطط لتوجيه ضربة او أكثر لهذا او ذاك !؟ واغلبهم اليوم يترقب الميزانية والمناصب المالية المخصصة لجامعته أو لمؤسسته…؟
ويضيع طلابنا في متاهات و تضيع الميزانيات و تضيع الطاقات و نكون جميعًا مسؤولين عما يحصل
بحالات الألم والأسف هاته أوجه نداء الى القائمين على شؤون التعليم العالي والبحث العلمي قصد التفكير الموضوعي والرصين في أوضاع المنظومة قبل أن تتعقد أكثر وتزيد من الازمات …
يتصل بي مجموعة من الزملاء والاصدقاء والإخوة مشكورين، منهم من يزودني بملفات ومنهم من يرجو أن يتناول المرصد هاته الاوضاع ومنهم ومنهم ….
أعود في كتابات قادمة لتشريح مجموعة من الأوضاع…
محمد الدرويش، فاعل أكاديمي وسياسي ومدني
********
تحليل وتشخيص تصريحات الأستاذ محمد الدرويش حول الوضع الحالي للتعليم العالي في المغرب يكشف عن مجموعة من النقاط الهامة التي تستدعي التفكير العميق والإصلاح الجذري:
1
الأزمة الشاملة في منظومة التعليم العالي:
د/محمد الدرويش يشير إلى سلسلة من الممارسات السلبية التي أضحت شائعة في المؤسسات التعليمية العليا، مثل التزوير، والرشوة، والجنس مقابل التوظيف، والتلاعب في المحاضر. هذه السلوكيات تضر بسمعة التعليم العالي وتخلق بيئة غير صحية تؤثر سلبًا على جودة التعليم والبحث العلمي
2
التداعيات السلبية على المستوى الدولي:
يتحدث محمد الدرويش عن التأثيرات السلبية لهذه الممارسات على تصنيف الجامعات المغربية وعلاقاتها الدولية. الأخبار السلبية التي تتداولها وسائل الإعلام العالمية تضع المغرب في موقف
محرج وتؤثر على جاذبيته كوجهة تعليمية وبحثية
3
مسؤولية الجهات المعنية:
محمد الدرويش يدعو الأساتذة والنقابة الوطنية للتعليم العالي ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلى تحمل مسؤولياتهم. يشدد على ضرورة التعامل الجدي مع هذه القضايا والعمل على تحسين الوضع الراهن قبل أن تتفاقم الأزمة
4
تراجع جودة التعليم والبحث العلمي:
يشير محمد الدرويش إلى أن الأوضاع الحالية تؤدي إلى هدر الطاقات البشرية والمالية والزمن التربوي للطلاب والأساتذة والموظفين. هذا التراجع يؤثر بشكل مباشر على مستوى التعليم والبحث العلمي، مما يؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات التعليمية
5
ضرورة التفكير الرصين والإصلاح الجذري:
يدعو محمد الدرويش إلى التفكير الموضوعي والعميق في الأوضاع الحالية للتعليم العالي والعمل على إصلاحها بشكل جذري. يعتقد أن التغيير يجب أن يكون شاملا ويشمل جميع جوانب المنظومة التعليمية.
6
الدعوة إلى الاصلاح :
محمد الدرويش يؤكد على ضرورة تحقيق الاستقرار في المؤسسات التعليمية وتجنب الصراعات الداخلية التي تزيد من تعقيد الأوضاع. الاستقرار هو أساس أي عملية إصلاح ناجحة
في المجمل، يعكس تحليل محمد الدرويش واقعا مؤلما يستدعي تحركا عاجلا من جميع الجهات المعنية لإنقاذ منظومة التعليم العالي في المغرب من التدهور وتحقيق الإصلاح المنشود. تصريحات الدرويش تعتبر نداء صريحا للتغيير وتدعو الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم والعمل معا من أجل مستقبل أفضل للتعليم العالي والبحث العلمي في المغرب