تصحيح المفاهيم الخاطئة حول عسر القراءة: محمد مكاوي يوضح الفرق بين عكس الحروف وعسر القراءة

 




في كتابه الديسليكسيا أو عسر القراءة الولوجيات البيداخوجية يعتبر الكاتب د/ محمد مكاوي أن المعرفة الخامسة من بين العشر المعارف المغلوطة عن الديسليكسيا أن " كل المتعلمين الذين يقلبون كتابة الحروف هم من ذوي عسر القراءة " و هذا خطأ، و لكن الصحيح هو أن ليس كل المتعلمين الذين يقلبون كتابة الحروف أو تكثر أخطاؤهم هم من ذوي عسر القراءة؛ و ذلك لأن قلب كتابة الحروف أمر عادي في بداية كل تعلم جديد، اعتبارا لطبيعة الصور الخطية المتقاربة شكلا في الكثير من اللغات. كما هو الأمر أثناء الخلط في اللغة الفرنسية أو الإنجليزية بين p و b و d و q. و نطقا في اللغة العربية بين ق و ك - د و ض - ذ و ز- غ و خ- س و ص - ت و ط- ذ و ظ. و اعتبارا كذلك لتعميم توظيف المتعلم لنفس المنطقة من الدماغ التي يستعملها في الصور خلال بداياته الأولى لتعلم القراءة و الكتابة؛ الا أن هذه العملية قد لا تتحسن بشكل سريع عند ذوي عسر القراءة مقارنة بباقي المتعلمين الآخرين




الكاتب محمد مكاوي في كتابه "عسر القراءة: الولوجيات البيداغوجية" يوضح أن إحدى المفاهيم الخاطئة الشائعة حول عسر القراءة هي الاعتقاد بأن جميع المتعلمين الذين يعكسون كتابة الحروف يعانون من عسر القراءة. ويوضح الكاتب أن هذا الاعتقاد غير صحيح، لأن عكس كتابة الحروف أو ارتكاب أخطاء في الكتابة هو أمر طبيعي في بداية عملية التعلم، خاصة بسبب التشابه الشكلي بين الحروف في العديد من اللغات




على سبيل المثال، في اللغة الإنجليزية والفرنسية، قد يحدث خلط بين الحروف p و b و d و q، وفي اللغة العربية قد يحدث خلط بين الحروف ق و ك، د و ض، ذ و ز، غ و خ، س و ص، ت و ط، ذ و ظ




ويشير الكاتب إلى أن هذا الخلط يعود إلى استخدام المتعلم لنفس المنطقة من الدماغ التي يستخدمها في التعرف على الصور خلال المراحل الأولى لتعلم القراءة والكتابة. ومع ذلك، يلاحظ أن هذه العملية قد لا تتحسن بسرعة لدى الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة مقارنة بالمتعلمين الآخرين




باختصار، الكاتب يهدف إلى تصحيح هذا المفهوم الخاطئ بأن ليس كل من يعكس كتابة الحروف هو بالضرورة يعاني من عسر القراءة، ويشير إلى أن عسر القراءة يتطلب فهما أعمق للأسباب والعوامل المؤثرة