في كتابه الديسليكسيا أو عسر القراءة الولوجيات البيداغوجية لكاتبه محمد مكاوي حول العشر المعارف المغلوطة عن الديسليكسيا أو عسر القراءة يشير إلى أن المعرفة المغلوطة الرابعة " يمكن تجاوز عسر القراءة بالتكرار أو بالعقوبات " الا أن الصحيح هو أن تكرار السنة الدراسية أو العقوبات بجميع أشكالها مضرة بالمتعلم؛ ذلك لأن عسر القراءة ليس صعوبة ناتجة عن مشكلة دراسية تحتاج للدعم. و ليست نتاج مشكل نفسي. و لن يتدارك المتعلم ما فاته بعمليات التكرار أو العقوبة. بل إن التكرار و العقوبات غير مفيدة لجميع المتعلمين
فعوضا عن اتخاذ قرار الحكم على ذي عسر القراءة بالتكرار أو العقوبات. ينبغي إعتماد التكييف و الملائمة المصاحبة لمسار التعلم الفردي
ينطلق مبدأ التكييف و الملائمة من أن المشكلة تكمن في كون المنهاج الدراسي المعد سلفا، هو الذي لا يناسب إمكانات المتعلم. و من ثمة، فتعديله بالتخفيف و المراجعة حق من حقوق ذي اضطرابات التعلم المحدد بصفة عامة؛ و ذي عسر القراءة بصفة خاصة. و ذلك عوضا عن التكرار و العقوبات التي لن تجدي نفعا
في هذا الجزء من كتابه "الديسليكسيا أو عسر القراءة: الولوجيات البيداغوجية"، يعالج ذ/محمد مكاوي الفهم الخاطئ بأن عسر القراءة يمكن تجاوزه بالتكرار أو العقوبات. الكاتب يؤكد أن هذا الاعتقاد غير صحيح، حيث إن تكرار السنة الدراسية أو استخدام العقوبات ليسا حلا فعالا لعلاج مشكلة عسر القراءة. فهو يوضح أن عسر القراءة ليس ناتجا عن مشكلة دراسية يمكن معالجتها بالدعم التقليدي، كما أنه ليس نتيجة لمشكلة نفسية. لذا، فإن التكرار أو العقوبات لا يساعدان المتعلم على تجاوز الصعوبات التي يواجهها
بدلا من ذلك، يشدد مكاوي على أهمية استخدام التكييف والملائمة في مسار التعلم الفردي. هذا يعني أنه يجب تعديل المناهج الدراسية لتناسب احتياجات وقدرات المتعلم، بدلا من إجبار المتعلم على التكيف مع منهج غير ملائم. هذا التعديل يعتبر حقا من حقوق المتعلمين الذين يعانون من اضطرابات التعلم بشكل عام، وعسر القراءة بشكل خاص. التكييف يشمل تخفيف المناهج وإعادة هيكلتها لتكون أكثر ملاءمة لقدرات المتعلمين، مما يساعدهم على التعلم بشكل أفضل دون الحاجة إلى اللجوء إلى التكرار أو العقوبات التي تكون غير مفيدة وربما مضرة