تحتفل المملكة المغربية في السادس من نوفمبر 2024 بالذكرى 49 للمسيرة الخضراء، التي مثلت واحدة من أبرز المحطات في تاريخ المغرب، وفتحت صفحة جديدة في طريق تعزيز الوحدة الترابية واستكمال الاستقلال الوطني. وتأتي هذه المناسبة الوطنية هذا العام تحت شعار "دور الجامعة في الترافع والدفاع عن الوحدة الترابية والهوية المغربية"، مما يسلط الضوء على الأدوار الحيوية التي يمكن أن تلعبها المؤسسات الأكاديمية والجامعية في الدفاع عن القضايا الوطنية والمساهمة في الحفاظ على الهوية الثقافية والترابية للمملكة
كانت المسيرة الخضراء في عام 1975 خطوة جريئة وغير مسبوقة بفضل توجيهات الملك الراحل الحسن الثاني، حيث سارت جموع من المغاربة، من مختلف الأطياف والأعمار، بقلوب مؤمنة ورايات بيضاء، لاسترجاع الأقاليم الجنوبية للمغرب سلميا وبطريقة حضارية شهد لها العالم أجمع. مثلت المسيرة آنذاك تجسيدا لوحدة الشعب المغربي حول قضيته الوطنية ورغبته القوية في استرجاع أراضيه المغتصبة دون اللجوء إلى العنف
الجامعة المغربية اليوم مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى الاضطلاع بدورها الفعال في الترافع عن القضية الوطنية. تتجلى هذه الأدوار من خلال الدراسات والأبحاث التي تسلط الضوء على تاريخ الصحراء المغربية وعلاقتها بالعرش والشعب المغربي على مدى قرون. فبفضل البحث العلمي يمكن للجامعة إنتاج محتوى أكاديمي موثوق يواجه الادعاءات المغرضة ويعزز من شرعية المغرب على أقاليمه الجنوبية
كما أن الجامعات تعد مجالا خصبا لتكوين أجيال جديدة تمتلك المعرفة اللازمة للدفاع عن وحدة المملكة بأسلوب علمي وموضوعي، حيث يمكن للطلبة والأساتذة الانخراط في مبادرات للتعريف بالقضية الوطنية، سواء من خلال الندوات والمحاضرات أو عبر المشاركات الدولية التي تبرز الحقائق التاريخية والجغرافية والثقافية المرتبطة بالصحراء المغربية
إلى جانب دورها في الترافع عن الوحدة الترابية، تسهم الجامعة أيضا في تعزيز الهوية المغربية التي تتميز بالتعددية الثقافية والتسامح، وتمثل الصحراء المغربية جزءا أساسيا منها. يتمثل ذلك في تضمين المناهج الجامعية مواد تهتم بالتراث الثقافي واللغوي لأقاليمنا الجنوبية، بما يساعد الطلبة على فهم أهمية الوحدة في إطار التنوع. هذا من شأنه أن يغرس في الأجيال القادمة الوعي بأهمية الانتماء الوطني والتضامن المجتمعي بين مختلف مكونات الشعب المغربي
وبهذه المناسبة، يحتفل عميد الكلية الدكتور عبد الحميد بن الفاروق و أساتذة وموظفو وطلبة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية بالذكرى الغالية لعيد المسيرة الخضراء، تعبيرا عن ارتباطهم الوثيق بقيم الوحدة الوطنية وتأكيدا لدورهم في تعزيز روح التضامن والانتماء للوطن. يجتمع أفراد الكلية من مختلف التخصصات لإحياء هذه المناسبة الغالية، وتجديد التزامهم بالدفاع عن وحدة المغرب وترسيخ هويته
مع التقدم التكنولوجي وتوسع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للجامعة استغلال هذه الأدوات لتعزيز رسالتها الوطنية. من خلال إنتاج محتوى رقمي يوضح للعالم عدالة القضية المغربية، ويعرض الحقائق والمعلومات حول الصحراء المغربية، يمكن للجامعة أن تكون صوتا قويا للدفاع عن السيادة الوطنية
إن ذكرى المسيرة الخضراء ليست مجرد مناسبة للاحتفال، بل هي فرصة لتجديد العزم على تعزيز الوحدة، وتأكيد الدور الرائد الذي تلعبه الجامعة المغربية في تكوين العقول وتوجيهها نحو الدفاع عن القضايا الوطنية وترسيخ الهوية المغربية في نفوس الشباب