تحت شعار "دور الجامعة في الترافع والدفاع عن الوحدة الترابية والهوية المغربية"، أحيت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، يوم الثلاثاء 5 نونبر 2024، الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء. أقيمت الفعالية في مدرج فاطمة الفهرية بحضور رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء الدكتور حسين ازدوك، والسيد عميد الكلية الدكتور عبد الحميد بن الفاروق، وثلة من الأساتذة الأفاضل والطلبة المهتمين بقضية الوحدة الترابية
شهد اللقاء مجموعة من المداخلات المتميزة التي ألقت الضوء على جوانب متعددة من قضية الصحراء المغربية وأهمية الترافع عنها بأسلوب علمي وممنهج. ومن بين المتحدثين كان الاستاذ عمر الشرقاوي، الذي تناول موضوع الحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع حول الصحراء المغربية. وأوضح الشرقاوي في مداخلته كيف أن مقترح الحكم الذاتي يعَدّ حلا مستداما ينطلق من رؤية مغربية خالصة تتطلع إلى ضمان الاستقرار والتنمية في المنطقة، ويعزز من وحدة المغرب الترابية في إطار سيادة وطنية راسخة
كما قدم الكاتب بوشعيب حمراوي مداخلة مهمة حول دور الدبلوماسية الموازية في الدفاع عن الوحدة الترابية، مشيرا إلى الدور الكبير الذي تلعبه الدبلوماسية الطلابية كنموذج ناجح للتعريف بالقضية الوطنية في المحافل الدولية. وأكد حمراوي على أن الطلاب، بفضل وعيهم المتزايد واطلاعهم على القضايا الدولية، يمكنهم أن يكونوا صوتا قويا وفعالا في الدفاع عن القضية الوطنية ونقل الصورة الحقيقية للصحراء المغربية
من جهة أخرى، استعرض الأستاذ سعد أبونار موضوع المسيرة الخضراء في عيون مصرية: رؤية اجتماعية وآفاق مستقبلية، مسلطا الضوء على تفاعل الأشقاء في مصر مع هذه المحطة التاريخية المهمة، ومبينا الرؤية الاجتماعية والإعلامية في مصر للمسيرة الخضراء باعتبارها مثالا بارزا على النضال السلمي والوحدة الوطنية. وتطرق أيضا إلى آفاق التعاون المستقبلي بين المغرب ومصر في قضايا استراتيجية مشتركة تدعم المواقف الوطنية في المحافل الدولية
هذا اللقاء يبرز مرة أخرى أهمية دور الجامعة المغربية في تعزيز الوعي الوطني وتشجيع البحث العلمي في قضايا الوطن والدفاع عن الهوية والوحدة الترابية. إن الاحتفاء بالذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء بهذا الشكل العلمي والنقاش الهادف يعكس إصرارا أكاديميا على ترسيخ قيم المواطنة وربط الطلاب بتاريخهم الوطني، وتوجيههم نحو أداء أدوار فاعلة في الدفاع عن القضية الوطنية عبر مختلف الساحات
ختاما، تعتبر هذه التظاهرة بمثابة منصة تجسد روح التلاحم بين الجامعة والمجتمع المغربي، وتجدد التأكيد على أهمية مشاركة جميع فئات المجتمع، وخاصة الأكاديميين والطلاب، في الترافع عن قضايا الوطن بروح من الإبداع والعلم والالتزام
