تعد جراحة غدة البروستات باستخدام الروبوت واحدة من الابتكارات الطبية الحديثة التي أحدثت تحولا كبيرا في مجال الجراحة، حيث تتيح تقنيات الروبوت دقة عالية وتحكما أفضل، مما يعزز نتائج الجراحة ويقلل من مضاعفاتها. يعتمد هذا النوع من العمليات على نظام جراحي روبوتي مثل نظام دافنشي
تعمل جراحة الروبوت وفق خطوات متسلسلة تبدأ بتخدير المريض كليا وتحضير موضع الجراحة باستخدام معدات حديثة لضمان الدقة، ثم ينتقل الجراح إلى وحدة تحكم مزودة بشاشة تعرض منطقة الجراحة بشكل ثلاثي الأبعاد ودقيق، حيث يتحكم بأذرع الروبوت التي تحمل الأدوات الجراحية يقوم الروبوت بإجراء العملية من خلال قطع الأنسجة أو إزالة الأورام بدقة فائقة مع الحفاظ على الأنسجة المحيطة سليمة، وتنتهي الجراحة بإغلاق الجروح باستخدام تقنيات متطورة تقلل من ظهور الندوب وتعزز سرعة التعافي
تستخدم الجراحة الروبوتية في مجموعة متنوعة من الحالات المتعلقة بغدة البروستات، منها علاج سرطان البروستات، حيث تساعد هذه التقنية على استئصال الغدة بالكامل بدقة عالية تقلل من خطر تلف الأعصاب المحيطة، مما يحافظ على وظائف المريض الطبيعية. كما تعد خيارا فعالا في حالات تضخم البروستات الحميد، حيث تمكّن من إزالة الأنسجة المتضخمة بدقة لتخفيف الضغط على المثانة وتحسين تدفق البول. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم في إصلاح التشوهات الخلقية بالقناة البولية المرتبطة بالبروستات، مما يسهم في تحسين بنية ووظيفة الجهاز البولي
تتميز جراحة البروستات باستخدام الروبوت بعدة مزايا تجعلها خيارا متقدما وفعالا، فهي توفر دقة عالية تقلل من الأخطاء أثناء الجراحة، كما أنها تقلل الألم وفترة التعافي بفضل الاستغناء عن الجروح الكبيرة، مما يتيح للمريض العودة سريعا إلى حياته الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، توفر الكاميرا المستخدمة رؤية ثلاثية الأبعاد مكبرة ومفصلة، مما يجعل الإجراء أكثر أمانا، فضلا عن تقليل النزيف والمضاعفات بفضل التحكم الدقيق في الأدوات الجراحية
في مستشفى "مايو كلينيك" بالولايات المتحدة، أجريت جراحة روبوتية لاستئصال سرطان البروستات على مريض يبلغ من العمر 60 عاما، وتمكن من العودة لحياته الطبيعية في غضون أسبوعين فقط.
في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالسعودية، حققت جراحة البروستات باستخدام الروبوت نسبة نجاح بلغت 95%، مع تقليل ملحوظ في المضاعفات الجراحية مقارنة بالجراحة التقليدية
في المغرب، بدأت جراحة البروستات باستخدام الروبوت تأخذ مكانها ضمن التطورات الطبية الحديثة، خصوصا في المستشفيات الكبرى مثل مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في الدار البيضاء والمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس في مراكش. تعتمد هذه المراكز على أنظمة جراحية متطورة، ما يتيح إجراء عمليات دقيقة لعلاج أمراض البروستات مثل السرطان وتضخم البروستات الحميد
رغم المزايا العديدة، تواجه الجراحة الروبوتية تحديات مثل التكلفة المرتفعة وحاجة الأطباء إلى تدريب مكثف لاستخدام هذه التقنية بفعالية. ومع ذلك، يتوقع أن تصبح أكثر شيوعا مع تطور التكنولوجيا وانخفاض التكاليف تدريجيا
ختاما، تمثل جراحة البروستات بالروبوت ثورة في مجال الطب، حيث تساهم في تحسين جودة حياة المرضى وتقليل المخاطر المرتبطة بالجراحة التقليدية. ومع استمرار التطورات في هذا المجال، ستصبح هذه التقنية الخيار الأول لعلاج أمراض البروستات في المستقبل
