مدينة تطوان، الملقبة بـ"الحمامة البيضاء"، هي واحدة من أجمل مدن المغرب، حيث تمتزج فيها الأناقة الأندلسية بالروح المغربية الأصيلة. تقع في الشمال الغربي للمملكة، بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط، مما يمنحها موقعا استراتيجيا مميزا. تطوان ليست مجرد مدينة، بل هي تحفة معمارية وثقافية تعكس تاريخا عريقا وتقاليد متجذرة
تطوان تحمل بصمة أندلسية واضحة في شوارعها وأحيائها القديمة. وقد أدرجت المدينة العتيقة لتطوان ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو نظرا لأصالتها وجمالها الفريد
تتميز تطوان بطابع معماري يجمع بين التأثيرات المغربية والأندلسية، حيث الأزقة الضيقة المبلطة، والأبواب المزخرفة، والجدران البيضاء التي تعكس ضوء الشمس، مما يضفي عليها سحرا خاصا. تعد المدينة العتيقة من أبرز المعالم، حيث تضم قصبة تطوان، والأسواق التقليدية، والمساجد التاريخية
لطالما كانت تطوان مركزا ثقافيا مهما في المغرب، حيث تحتضن العديد من المؤسسات الثقافية والفنية، مثل المعهد الوطني للفنون الجميلة، الذي يعتبر واحدا من أهم المعاهد الفنية في البلاد. كما أن المدينة تستضيف مهرجانات ثقافية وفنية، أبرزها المهرجان الدولي لمدارس الفنون الجميلة، الذي يجمع فنانين من مختلف أنحاء العالم
لا تقتصر جاذبية تطوان على معمارها وتاريخها، بل تمتد إلى طبيعتها الخلابة، حيث تحيط بها جبال الريف، مما يوفر مناظر طبيعية رائعة وفرصا لعشاق المشي في الطبيعة والمغامرات الجبلية. كما تتميز المدينة بقربها من شواطئ ساحرة مثل شاطئ مرتيل، كابو نيجرو، والمضيق، التي تعد من أفضل الوجهات السياحية في فصل الصيف
يتميز المطبخ التطواني بتأثيراته الأندلسية، حيث يقدم أطباقا شهية مثل البسطيلة، الطاجين، والسمك المشوي المتبل بتوابل خاصة. كما تشتهر المدينة بحلوياتها التقليدية، مثل "كعب الغزال" و"الغريبة"، التي تعكس فنون الطهي الأندلسي
في الختام، تطوان ليست مجرد مدينة، بل هي لوحة فنية تنبض بالحياة، تجمع بين التاريخ والثقافة والطبيعة الخلابة. من يزورها يجد نفسه في رحلة عبر الزمن، حيث تلتقي الأندلس بالمغرب في أبهى صورة. إنها وجهة ساحرة لكل من يبحث عن الأصالة والجمال في آن واحد