التحليل النفسي الإجتماعي للشريط السينمائي "الوصايا Les commandements" بقلم الحسين أيت حدو

 



إخراج وتشخيص : سناء عكرود 


تدور أحداث الشريط السينمائي الذي يعرض حاليا بالقاعات السينمائية حول قصة  " الضاوية" وهي سيدة تخوض معركة شرسة أمام المحاكم ضد طليقها للاحتفاظ بحضانة ابنتها، وأيضا تناضل من أجل نسائها في إطار تعاونية نسوية ضد قانون ظالم في نظرها يضعهم تحت المراقبة

ومن خلال مشاهدتنا لهذا الشريط السينمائي سجلنا عدة ملاحظات نعرضها على الشكل التالي

:

أولا الفيلم يحكي عبر مشاهد سينمائية إحترافية وقائع لعدة قضايا إجتماعية متعددة  مرتبطة بالواقع المعيش وثغرات مدونة الأسرة  ( الطلاق، العنف الزوجي،إشكالية الحضانة، زواج القاصرات، الأطفال المهملين..). كما يعرض الفيلم صورة المرأة المعاصرة المناضلة والتي تبحث بكل ما تملك من قوة لمواجهة طليقها المستفز والعنيف من جهة وظلم وحيف قانوني لصالح الرجل من جهة ثانية، رغم أن هذه الصورة ليست الصورة الكلية لكل النساء  وأيضا يتعلق طبعا بمسألة واحدة ( إسقاط الحضانة) تعتبر من بين ثغرات مدونة الأسرة والتي يحاول الفيلم أن يبين من خلالها الحاجة إلى تعديل هذه القوانين لأنها غير مصنفة للمرأة في هذه الجزئية طبعا...ومن جهة أخرة وهي الأهم والتي سنتوقف عندها كثيرا خلال هذا العرض وهي عرض أهمية مهنة المساعد الإجتماعي ودوره في قضايا الأسرة والطفل خلال مراحل التقاضي، ذلك أن تدخل المساعد الإجتماعي له دور كبير في توجيه حكم القاضي بشكل منصف، ولكن هذا يتوقف على مدى تأهيل وتكوين المختصين الإجتماعيين ومهارتهم في جمع المعطيات وفق مقابلات واستمارات موجهة للمتقاضين للحصول على معطيات موضوعية وميدانية إجتماعية ونفسية بالأساس ( مهارة المقابلات والإنصات والتحليل ..) ، وهنا نشير  إلى أهمية البعد السيكولوجي، ذلك أن المتأمل في وضع الضاوية سيجد أن كل محاولاتها لتأكيد مضلوميتها لا يمكن إثباتها بالنص القانوني وحده وبالمعطيات الإجتماعية، بل هناك أمور سيكولوجية على المختص الإجتماعي أن يستخرجها أو أن يستعين بالأخصائي النفساني، وعلى سبيل المثال إستعمال الزوج الطليق حيل وأساليب استفزازية لإستعطاف الطفلة وممارسة العنف النفسي وهو ما لا يمكن إثباته إلا بالتقرير النفسي لدعم تقرير المختص الإجتماعي الذي فشل في الدفاع عن قضية الضاوية كون الأخصائي الإجتماعي استند إلى معطيات ظاهرية غير كافية، ( وقد اتضح في عدة مشاهد أن الضاوية وصلت لمرحلة من التفكير في قتل زوجها) ولكن لابد من التنويه بأهمية هذا المدخل ( المساعدة الإجتماعية) كآلية لتنزيل منصف للقانون..وأيضا للحد من معاناة الضاوية لا يمكن أن يتم فقط من المدخل القانوني وذلك واضح في حوار بين الضاوية وابنتها ( ماتفاهمناش أنا وباباك داكشي علاش غانتفاهمو بالقانون)، ولكن نسيت أنه مدخل غير كافي، وهذا يذكرنا بإشكالية المعايير والقيم، ذلك أن المدخل التربوي من بين المداخل الكبرى للتنزيل القيم وبناء أسرة متماسكة في الزواج و الطلاق

(يتبع)