يعد فيلم
Misery (1990)
المقتبس عن رواية ستيفن كينغ، واحدا من أكثر الأفلام النفسية إثارة، حيث يقدم دراسة عميقة في سيكولوجية الاضطراب النفسي والعلاقة السامة بين الضحية والجاني. يتناول الفيلم قصة الكاتب بول شيلدون، الذي يتعرض لحادث ويتم أسره من قبل ممرضته المهووسة آني ويلكس، التي تجبره على إعادة كتابة روايته وفق رغباتها المرضية.
تحليل شخصية آني ويلكس: اضطراب نفسي شديد
آني هي نموذج للشخصية السيكوباثية ذات السمات النرجسية والاضطرابات الوهمية، حيث تظهر عدة علامات تشير إلى اضطرابات نفسية خطيرة:
اضطراب الشخصية الحدية
(BPD)
تمتاز آني بتقلبات مزاجية حادة، تتراوح بين الحنان المفرط والغضب العنيف، مما يجعل الضحية تعيش في حالة دائمة من القلق والترقب.
الاضطراب الوهمي
(Delusional Disorder)
تعتقد آني أنها الشخصية الوحيدة التي تفهم روايات بول، مما يعكس إحساسها المشوه بالواقع.
السيطرة والهيمنة: آني تجسد نموذج "الجاني المحب"، حيث تعتقد أنها تساعد بول بينما هي في الواقع تحتجزه وتؤذيه.
العلاقة بين الجاني والضحية: متلازمة ستوكهولم
مع مرور الوقت، يظهر بول بعض علامات التكيف النفسي مع وضعه، محاولا كسب تعاطف آني للبقاء على قيد الحياة. هذا يعكس متلازمة ستوكهولم، حيث يبدأ الضحية في تطوير مشاعر إيجابية تجاه الجاني، كاستراتيجية دفاعية نفسية.
الصراع النفسي والتوتر الدرامي
يعتمد الفيلم على التوتر النفسي المستمر الناتج عن:
البيئة المغلقة: الإحساس بالحصار والعزلة يزيد من شعور المشاهد بالخوف والقلق.
عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات آني: الانتقال المفاجئ بين الحنان والعنف يجعل المشاهد يعيش نفس القلق الذي يعيشه بول.
الإرادة في مواجهة الهيمنة: يمثل بول العقلانية والتخطيط في مواجهة جنون آني، مما يعكس الصراع بين المنطق والفوضى النفسية.
رمزية الفيلم: نقد للهوس المرضي بالسيطرة
يمكن اعتبار الفيلم نقدا للميل المجتمعي إلى التملك والهيمنة، حيث ترمز آني إلى الشخص الذي يسعى للسيطرة على الآخرين بحجة الحب أو الإعجاب، بينما يمثل بول الإنسان الذي يجبر على التكيف من أجل البقاء.
الخاتمة
فيلم
Misery
ليس مجرد فيلم رعب نفسي، بل هو دراسة متقنة للاضطرابات النفسية وعلاقة الضحية بالجاني، مما يجعله نموذجا ممتازا لتحليل سيكولوجية العنف، الهوس، ومتلازمة ستوكهولم