في السنوات الأخيرة، شهد مجال المقاربات العلاجية ازدهارا ملحوظا في التكوينات المهنية المؤدى عنها، التي تستهدف الأخصائيين النفسيين، الأطباء، وحتى المهتمين بالتنمية الذاتية. وبينما توفر هذه الدورات فرصة لتعميق المعرفة وصقل المهارات، فإنها تثير أيضا جدلا حول مدى مصداقيتها، تأثيرها على جودة الممارسة، واحتمالات تسليع المهنة
1
انتشار التكوينات: الحاجة إلى تطوير المهارات
مع تزايد الاهتمام بالصحة النفسية والعلاج النفسي، أصبحت هناك حاجة ملحة لتكوين متخصصين قادرين على تقديم خدمات علاجية فعالة. في هذا السياق، ظهرت التكوينات المؤدى عنها التي تغطي مختلف المقاربات العلاجية، مثل
:
العلاج السلوكي المعرفي (TCC)
العلاج التحليلي النفسي
البرمجة اللغوية العصبية (PNL)
العلاج بالإيحاء والتنويم المغناطيسي
العلاج بالقبول والالتزام (ACT)
هذه التكوينات تمنح المتدربين إمكانية التعرف على منهجيات حديثة وتطوير كفاءاتهم، خصوصا في ظل محدودية التكوين الأكاديمي في بعض الدول
2
التحديات والمخاوف: بين الجودة والتسويق التجاري
رغم الفوائد التي توفرها هذه التكوينات، فإنها تثير مخاوف تتعلق بجودة المحتوى والممارسات التجارية التي قد تضر بالمجال، من بينها
:
غياب المعايير الأكاديمية الصارمة: العديد من التكوينات تقدمها مؤسسات خاصة دون رقابة رسمية، مما يفتح الباب أمام محتوى قد يفتقر إلى العلمية أو الدقة
التسويق المفرط: بعض الدورات يتم الترويج لها بوعود غير واقعية، مثل "إتقان العلاج النفسي في أيام معدودة"، مما قد يضلل المتدربين
ارتفاع التكاليف دون ضمان الجودة: بعض التكوينات تفرض رسوما مرتفعة دون تقديم تدريب عملي كاف أو شهادات معترف بها أكاديميا
تسليع الممارسة العلاجية: عندما تتحول هذه التكوينات إلى مجرد مشاريع تجارية، يصبح التركيز على الأرباح أكثر من الجودة، مما قد يضر بمصداقية المهنة
3
نحو حلول تضمن المهنية والجودة
لمواجهة هذه التحديات، يجب تبني إجراءات لضمان جودة التكوينات، مثل
:
إخضاع التكوينات لمعايير علمية وأكاديمية واضحة، مع إشراف مختصين معتمدين في المجال
تعزيز التدريب العملي والإشراف المهني، بدل الاقتصار على الجوانب النظرية
تشجيع المتدربين على اختيار برامج معترف بها، ذات محتوى واضح وقابل للتقييم
الحد من التسويق المضلل، عبر إلزام مقدمي التكوينات بالشفافية في المعلومات المقدمة
في الختام، تمثل التكوينات المؤدى عنها في المقاربات العلاجية فرصة هامة لتطوير المهارات في مجال العلاج النفسي، لكنها تحتاج إلى رقابة وضبط لضمان جودة المحتوى وحماية المهنة من النزعات التجارية. وبينما يبقى التعلم المستمر ضروريا في أي مجال، فإن الأهم هو التأكد من أن هذا التعلم يتم في إطار علمي وأخلاقي يراعي مصلحة المرضى والمجتمع