مكتبة أبي الحسن الشاذلي بمرتيل: منارة للعلم والثقافة في شمال المغرب

 




تعد مكتبة أبي الحسن الشاذلي بمدينة مرتيل واحدة من أبرز المؤسسات الثقافية والتعليمية التي تُعزز الحضور المعرفي في شمال المغرب، حيث تُجسد رؤية متكاملة لنشر الثقافة وتشجيع القراءة والتفكير النقدي، في بيئة تتيح للزائرين، من مختلف الأعمار والمستويات، الانغماس في عوالم الكتب والمعرفة.


تحمل المكتبة اسم الشيخ الصوفي الكبير أبي الحسن الشاذلي، رمز التصوف المغربي والمغاربي، في إشارة رمزية إلى الجذور الروحية والعلمية للمغرب، وتأكيدا على ضرورة الربط بين التراث والحداثة. وقد أُنشئت هذه المكتبة ضمن رؤية تروم تقريب الكتاب من المواطن، وتعزيز الحياة الثقافية بمدينة مرتيل التي تشهد تطورا عمرانيا واجتماعيا متسارعا.


فضاءات متعددة وخدمات متنوعة


تضم مكتبة أبي الحسن الشاذلي فضاءات مخصصة للقراءة الفردية والجماعية، وأقساما للأطفال واليافعين، إلى جانب قاعة متعددة الوسائط وفضاء للأنشطة الثقافية والمحاضرات. وتوفر المكتبة رصيدا وثائقيا غنيا ومتعدد التخصصات يشمل الأدب، والعلوم الإنسانية، والدراسات الإسلامية، والعلوم الاجتماعية، وغيرها، ما يجعلها قبلة مفضلة للطلبة والباحثين والأساتذة.


أنشطة موازية لتعزيز الإشعاع الثقافي


لا تقتصر أدوار المكتبة على الإعارة والقراءة فقط، بل تنظم بشكل دوري لقاءات فكرية، وندوات علمية، وورشات تربوية للأطفال واليافعين، فضلا عن عروض سينمائية ومعارض فنية، ما يحولها إلى فضاء حي للحوار والتفاعل الثقافي بين مكونات المجتمع المحلي.


مكتبة في قلب المدينة، ورسالة في قلب المجتمع


إن الموقع الجغرافي للمكتبة في قلب مدينة مرتيل يجعلها قريبة من المواطنين، وهو ما يجسد البعد الديمقراطي للثقافة. كما تسهم المكتبة في محاربة العزوف عن القراءة، وتغرس حب المعرفة لدى الأجيال الجديدة.


في الختام، تشكل مكتبة أبي الحسن الشاذلي بمرتيل نموذجا للمكتبة الحديثة التي تؤمن بأن الثقافة حق للجميع، وأن بناء الإنسان يبدأ من الكتاب. ومن ثَمّ، فهي ليست فقط مكتبة ورقية، بل فضاء لصناعة الوعي وتشكيل المستقبل.