شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، تنظيم ندوة علمية متميزة تحت عنوان: "الكفاءات الرقمية بين مرجعيات العلوم الإنسانية والمعطى القانوني"، حيث اجتمع ثلة من الباحثين والأكاديميين لمناقشة قضايا العصر الرقمية من زوايا متعددة تجمع بين الحقل الإنساني والإطار القانوني.
وفي أعقاب هذه الندوة الثرية، أجرى الاتحاد الدولي للصحافة والإعلام والاتصال حوارا خاصا مع الدكتور حافظ الحواز، أحد أبرز المنظمين في أشغال اللقاء. وقد سلط الدكتور الحواز الضوء خلال هذا الحوار على أهمية موضوع الكفاءات الرقمية في زمن يشهد تحولات معرفية ومهنية عميقة بفعل التطورات التكنولوجية المتسارعة.
وأوضح الدكتور الحواز أن الكفاءة الرقمية لم تعد مجرد مهارة تقنية تكميلية، بل أصبحت جوهرية في بناء الشخصية المعرفية والمهنية، كما أصبحت مطلبا أساسيا في مجالات التعليم، والصحافة، والإدارة، والتواصل المؤسسي، مما يفرض إعادة النظر في مرجعيات التكوين والتشريع المرتبطة بهذه المجالات.
وأشار إلى أن الندوة ركزت على ضرورة فهم الكفاءات الرقمية من منظور العلوم الإنسانية، الذي ينطلق من الإنسان باعتباره محور العملية الرقمية، وليس فقط مستهلكا للتكنولوجيا. كما دعا إلى تعزيز حضور البعد القانوني الذي يضمن حماية الحقوق الرقمية، ويحمي الأفراد من الانتهاكات المحتملة في الفضاء الرقمي.
وفي رده على أسئلة الاتحاد الدولي للصحافة والإعلام والاتصال، أبرز الدكتور الحواز أهمية التكامل بين المقاربتين: الإنسانية والقانونية، معتبرا أن بناء مجتمع رقمي آمن وإنساني يتطلب تربية رقمية واعية وتشريعات ملائمة قادرة على مجاراة التغيرات المتلاحقة.
وقد اختتم الحوار بتأكيد الدكتور الحواز على ضرورة استمرار مثل هذه اللقاءات العلمية، التي تساهم في توسيع النقاش الأكاديمي حول الإشكالات الرقمية، وتفتح آفاقا جديدة للبحث المشترك بين مختلف التخصصات، بما يخدم التنمية الفكرية والمجتمعية.
هكذا جسدت هذه الندوة العلمية، بما تلاها من نقاشات وحوارات، رؤية واضحة لرهانات الحاضر والمستقبل، حيث أضحت الكفاءات الرقمية عنوانا رئيسيا لعبور آمن نحو مجتمع المعرفة.