في ظل التحديات المتزايدة التي تفرضها الاضطرابات النفسية على الأفراد والمجتمعات، وتماشيا مع التوجيهات الوطنية الرامية إلى النهوض بالصحة النفسية، تنظم المنظمة الجهوية لمهني الصحة التجمعيين بجهة طنجة تطوان الحسيمة ندوة علمية تحت عنوان: "المجموعات الصحية الترابية: نحو ترسيخ الصحة النفسية كأولوية داخل البرنامج الطبي الجهوي"، وذلك يوم السبت 26 أبريل 2025، على الساعة 15:30 بعد الزوال بقاعة المؤتمرات والتكوينات بساحة الأمم، مدينة طنجة.
سيسير أشغال هذه الندوة الدكتور عصام الغاشي، دكتور في القانون وفاعل سياسي عن الاتحادية الإقليمية لحزب التجمع الوطني للأحرار بطنجة أصيلة، بمشاركة ثلة من الأسماء الوازنة في ميادين الطب، علم النفس، الاقتصاد، والسياسة، وهو ما يكرس البعد التشاركي والتكاملي الذي تقتضيه إشكالية الصحة النفسية.
وسيكون من بين المتدخلين الدكتور منير المراكشي، رئيس المنظمة الجهوية لمهني الصحة التجمعيين ومدير مستشفى محمد السادس، الذي سيسلط الضوء على الأبعاد الاستراتيجية لتكريس الصحة النفسية داخل المنظومة الصحية الجهوية، إلى جانب الدكتور خالد أوقز، مدير مستشفى الرازي للأمراض النفسية بالدار البيضاء، المعروف بخبرته في المجال النفسي القضائي، والذي سيقارب أهمية التكفل العلاجي والنفسي للمرضى داخل المؤسسات الاستشفائية.
كما سيشارك في هذا اللقاء كل من الدكتور محمد حسون، مدير مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية بطنجة، والبروفسور خديجة وادي، أستاذة علم النفس الإكلينيكي بجامعة ابن طفيل ورئيسة الاتحاد الوطني للأخصائيين النفسيين الإكلينيكيين بالمغرب، حيث سيقدمان رؤى متقاطعة بين الممارسة الطبية والبحث الأكاديمي، في ظل ضعف الوعي المجتمعي بخصوص أهمية الوقاية والتكفل المبكر بالأمراض النفسية.
من جانبه، سيطرح الدكتور عثمان الهرموشي، الأستاذ الجامعي بكلية الطب والصيدلة بالرباط، تصورا علميا حول سبل إدماج الصحة النفسية داخل منظومة التكوين الطبي، فيما سيتناول الخبير الاقتصادي مولاي يوسف البوعناني الأبعاد الاقتصادية المرتبطة بتكريس الصحة النفسية كأولوية في السياسات العمومية.
ولن تغيب الأبعاد السياسية عن النقاش، حيث سيشارك عمر مورو، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، والنائب البرلماني الحسين بن الطيب، لإبراز أهمية التشريع والدعم السياسي في تعزيز المنظومة الصحية، خاصة في شقها المتعلق بالصحة النفسية.
تشكل هذه الندوة فرصة سانحة لمناقشة سبل إدماج الصحة النفسية ضمن أولويات البرنامج الطبي الجهوي، والتفكير الجماعي في إنشاء مقاربات جديدة قائمة على التقائية السياسات القطاعية، من أجل حماية الصحة النفسية للمواطن المغربي، وتحقيق العدالة الصحية على المستوى الترابي.
تأتي هذه الندوة في سياق الاهتمام المتزايد بالصحة النفسية على الصعيدين الوطني والدولي، خاصة بعد أن أضحت الاضطرابات النفسية من بين أولى أسباب الإعاقة والمعاناة النفسية والاجتماعية في العصر الحديث، وهو ما يستوجب تكاثف الجهود من كافة الفاعلين لضمان التكفل الشامل والفعال بالمرضى وتحقيق الوقاية المجتمعية.
وتدعو المنظمة الجهوية لمهني الصحة التجمعيين بجهة طنجة تطوان الحسيمة جميع المهتمين من أطر صحية، باحثين، طلاب، وجمعيات المجتمع المدني، إلى حضور هذا الحدث العلمي البارز، والمساهمة في ترسيخ ثقافة الاعتراف بالصحة النفسية كحق أساسي من حقوق الإنسان، وكركيزة محورية من ركائز التنمية الاجتماعية والإنسانية.
في ظل ما يشهده العالم من تحولات نفسية عميقة، تظل مثل هذه اللقاءات فضاء ضروريا لتبادل الخبرات وتنسيق الجهود، من أجل مغرب يضع الصحة النفسية في صلب اهتماماته الصحية والتنموية.